U3F1ZWV6ZTQ1MjA4NTQ2MjkwNzg5X0ZyZWUyODUyMTQ2MDIyMjIxNw==




وأما الحرب البونيقية الثالثة قد دارت رحاها ( من سنة 149 إلى سنة 146 قبل الميلاد ) على أرض


قرطاج نفسها التي حصرها جيش الرومان «بقيادة شبيون الأصغر» الملقب بالإفريقي، و قطع مواصلاتها من جميع الجهات، واستمر هذا الحصار نحو سنة قاسی خلالها القرطاجيون ألم الجوع و الأوبئة بجميع أنواعها، حتى إذا جاءت سنة 146 قبل الميلاد حمل جيش الرومان على المدينة المنهكة حملة رجل


واحد واخذوها عنوة بعد قتال ذريع أظهر خلاله صدربعل و جيشه شجاعة واستماتة لا مثيل لهما في الدفاع عن مدينتهم، لكنه انهزم أمام الرومان الذين احتلوا قرطاج فخربوا معالمها ودمروا ساحتها وترکوها اثرا بعد عين. ثم احتلوا إفريقية، ثم كامل الشمال الإفريقي من طرابلس شرقا إلى طنجة بالمغرب الأقصی غربا، وقسموها إلى عدة مستعمرات أطلقوا على كل واحدة منها اسم بروقصلية.


     النظام السياسي و الإداري لأفريكا الرومانية


بعد أن خرب الجيش الروماني قرطاج واستولى على إفريقية سنة 146 قبل الميلاد،قررت حكومة روما برئاسة إمبراطورها تعيين وال يحمل لقب "بريطور" ليسیر شؤون المستعمرة الجديدة باسم الإمبراطور نيابة عنه. وكانت عاصمة الولاية في البداية مدينة "أوتيكا". ثم، وابتداء من عهد الإمبراطور "سيلا" سنة 81 قبل الميلاد. صار الوالي المكلف بحكم إفريقية يلقب بروقنصل وقاعدة حكمه قرطاج التي جدد الرومان بناءها على أطلال قرطاج الفينيقية، وصارت هي عاصمة أفريكا الرومانية.

ومن مهام البروقتصل أي الوالي الروماني، الإشراف على أمن الولاية والسهر على  القضاء وعلى إبلاغ القوانين وتنفيذها، والسهر على المصالح المالية والإدارية،ومراقبة سير الأشغال العمومية الكبرى والطرقات والجسور والسدود وقنوات المياه وتشييد المعالم الدينية. أما الإدارة المدنية للبلاد فكانت بأيدي عمال ومشائخ من البربر تحت مراقبة مأمورین من الرومان يرجع نظرهم إلى البروقنصل. والملفت للانتباه حقا لأفريكا الرومانية هو ذلك العدد الكبير من المدن التي أسسوها بها .

وكانت هذه المدن تحكم نفسها بنفسها عن طريق مجلس بلدي يدير شؤونها ويسير أمورها.

 وفي هذا الإطار جربة جزءا من أفريكا البروقنصلية. وقد ازدهرت الجزيرة خلال العهد الروماني وتعددت مدنها خاصة في القرنين الأول والثاني بعد الميلاد وهي الفترة التي اعتني فيها الرومان بتحسين وسائل الفلاحة وغيرها من الأنشطة الاقتصادية. فماذا فعل الرومان للنهوض بها؟



 

Commentaires
Aucun commentaire
Enregistrer un commentaire

Enregistrer un commentaire

NomE-mailMessage