U3F1ZWV6ZTQ1MjA4NTQ2MjkwNzg5X0ZyZWUyODUyMTQ2MDIyMjIxNw==











1. المقدمة
إن الحديث عن الحضارة الرومانية بجربة يجرني حتما للحديث عن المبراطورية الرومانية وظروف نشأتها وبروزها كقوة عسكرية واقتصادية هامة في البحر البيض المتوسط لما له من صلة وثيقة بموضوع هذا البحث. فمن هم الرومان؟ الرومان هم السكان القدامي للبلاد الايطالية أسسوا بجنوبها مدينة « روما» سنة 763 قبل الميلاد على يد القائد «روميلوس» وإليها صاروا ينسبون وبها يعرفون. وما فتئت روما تتسع وتقوی داخليا حتی صارت دولة لها مكانتها وصيتها بين بلدان البحر الأبيض المتوسط. وككل الدول الناشئة الصاعدة في ذلك الزمان وفي كل زمان أرادت التوسع بحرا. وما كادت سفنها تمخر عباب البحر المتوسط حتی اصطدمت بسفن إمبراطوريات عظيمة قد سبقتها وسيطرت على الملاحة فيه وبالخصوص سفن إمبراطورية قرطاج أعظم وأقوى إمبراطورية بلا منازع في ذلك العهد البعيد فاضطرت روما إلى أن تبرم معها معاهدات سلم خلال سنوات 509 و306 و278 قبل الميلاد. ومرت الأعوام والسنون وصارت روما تملك جيشا أشد قوة وأكثر عددا وعتادا فضربت بمعاهدات السلم التي أبرمتها مع قرطاج عرض الحائط وأعلنت عليها الحرب ترید احتلال جزيرة صقلية ذلك المركز الهام والاستراتيجي الذي يربط بين حوضي البحر المتوسط أي بين الشرق والغرب والشمال والجنوب وافتكاكها منها. 
وهكذا اندلعت بين القوتين المتنافستين على السيطرة على الملاحة في البحر المتوسط ثلاث حروب كبيرة هي مظهر من مظاهر الاستعمار العسكري والاقتصادي دامت أكثر من قرن: من سنة 264 إلى 146 قبل الميلاد وسميت بالحروب البونيقية. وقد دارت رحي الحرب البونيقية الأولى بين جيشي الدولتين العظيمتين على ارض صقلية من سنة 260 إلى سنة 241 قبل الميلاد وانتهت بانتصار الرومان على القرطاجيين الذين ركنوا للصلح والتسليم في صقلية لعدوهم الألد الرومان مع دفع غرامة مالية باهظة جدا لهم.
أما الحرب البونيقية الثانية فقد دارت رحاها على أرض إفريقية من سنة 218 إلى سنة 201 قبل الميلاد. وكان قائد جيش قرطاج «حنبعل» وقائد جيش روما  «شبيون الأكبر» وانتهت هي الأخرى بانتصار الرومان على القرطاجيين وبإبرام معاهدة صلح بين الدولتين تلتزم فيها قرطاج لروما بالتنازل لها عن كل ما تملكه من مستعمرات خارج إفريقيا وتسلم لها جميع سفنها الحربية وفيلتها مع دفع غرامة مالية باهظة جدا. كما تلتزم لها فيها بأن لا تشهر الحرب على البربر أصدقاء الرومان وحلفائهم في هذه الحرب والحرب الثالثة إلا بعد الاستئذان من روما.


Commentaires
Aucun commentaire
Enregistrer un commentaire

Enregistrer un commentaire

NomE-mailMessage